أظهرت دراسة حديثة قام بها أساتذة العلوم النفسية فى لندن أن اللعب مع الأطفال خلال السنة الأولى من حياتهم قد يحميهم من المشكلات الصحية سواء النفسية أو العضوية، وأضافت الدراسة:" إن الآباء والأمهات الذين يتصرفون بعدوانية وبشكل غير مسئول مع أطفالهم الصغار يؤثر ذلك سلبًا على نموهم السليم ويعرقل عملية تطورهم الطبيعى بدنيا وذهنيا، مشيرين إلى أن دماغ الطفل يتطور بسرعة فى السنة الأولى من حياته".
وهذا ما أكده دكتور إيهاب عيد أستاذ الطب النفسى والسلوكى واستشارى سلوكيات الأطفال بجامعة عين شمس قائلا: "هناك دراسة أخرى حديثة تؤكد على مدى حب الأطفال للعب مع آبائهم أكثر من أمهاتهم لأن اللعب مع الآباء يتميز بالحركة مما يعطى الأطفال المتعة الحقيقية بالنسبة لهم لأن غالبية الأطفال يشعرون بالمتعة فى الألعاب الحركية أكثر من أى نوع آخر من الألعاب".
ويشير دكتور إيهاب عيد قائلا: " نظرا لظروف الحياة المعيشية الصعبة التى يعيشها المجتمع الآن لابد أن يعتاد الآباء على اللعب مع أطفالهم ساعة كل يوم على الأقل، ولكن الآن نواجه العديد من أنواع عدم التواجد والغياب من الآباء عن أطفالهم مما يؤثر على تصرفات وسلوكيات هؤلاء الأطفال باختلاف أعمارهم فنجد آباء متواجدين فى المنزل وليس لهم علاقة بأبنائهم وهذا النوع من الآباء يعطى فقط الشعور بالأمان فيصبح هؤلاء الأطفال أقل ذكاء وأكثر فى الاضطرابات النفسية.
وهناك آباء تكون فترة تواجدهم مع أطفالهم ساعة أو اثنتين فى اليوم ولكن يفعلون مع أطفالهم كل شىء من لعب وهزار، فهؤلاء الأطفال يكونون أقل فى الاضطرابات النفسية وأكثر ذكاء".
ويحذر إيهاب قائلا:"هناك آباء تعمل على تعويض أوقات عدم تواجدهم مع أطفالهم بالأموال وشراء أغلى الأشياء لهم دون حساب وكل طلباتهم المادية مجابة على الفور وهذا خطأ كبير لأن الأطفال فى هذه الحالة لا يعرفون الأب سوى كالبنك فقط لايوجد بينهم لغة تفاهم غير الأموال، مما يعود بالضرر عليهم فى صور كثيرة منها سلوكية ومنها نفسيه بكل تأكيد، والأم هنا لاتستطيع عمل كل شىء لأن باستجابة الأب لطلبات أطفاله يجعلهم يطلبون منه كل شىء دون علم الأم.
وهناك نوع آخر من الآباء يفرض العمل عليهم غياب طول السنة والمجىء لفترة صغيرة قد تكون 10 أو 20 يومًا فقط فمع مرور السنين نجد الأطفال يشعرون بغربة تجاه هذا الأب والعكس صحيح، مثال ذلك: يتعود الأطفال على أسلوب لعب ونمط يومى معين ويكون الأب غير متعود عليه فيحاول تغيير هذا، ولكنه يفشل لأن الفترة القصيرة التى يقضيها معهم غير كافية لتغيير سلوك طفل وهذا النوع من الآباء يكون قد وصل إلى أقصى درجات عدم تحمل المسئولية".
ويوضح دكتور إيهاب عيد أهم الأضرار التى تنتج من غياب الآباء عن أطفالهم قائلا:
1- فقد الشعوربالانتماء للأب أو انتماء الأب لأطفاله.
2- حدوث اضطراب فى فهم الأطفال لعلاقتهم بالجنس الآخر فى حالة إن كان الطفل ولدًا.
3-هناك قاعدة معروفه أن أى شىء غير طبيعى يحدث فى حياة الطفل يرتبط تلقائيًا بالآثار النفسية السيئة التى تظهر عليه.
4-ظهور الحقد بين الأطفال نتيجة لرؤية أحدهم طفل مثله لكن والده معه بصفة مستمرة يأتى إليه المدرسة فى الحفلات وغيرها.
5-أحيانا تقوم الأمهات فى حالة غياب الأب فترات طويلة بإعطاء سلطة المراقبة للطفل الأكبر على باقى أخوته مما يجعله يقوم بدور غير دوره فهذا يمثل ضغطا نفسيا عليه.
6- الأب هو الشعور بالطمأنينة والأمان بالنسبة لأطفاله وغيابه يجعل سلوكياتهم متوترة دائما فأسوأ سلوكيات الطفل هى التى تكون ناتجة عن غياب الأب.
الكاتب: أمنية فايد
المصدر: سحر الشيمي